0
يوم
تسطر الدول تاريخها بما تقدمه من قيم الخير لهذا العالم، وتفخر بمجدها وتقدمها بما تصنعه من قيم الاعتدال والتعايش الحضاري، وهي مقومات لنهضة الأمم والدول لا تقبل الاختلاف ولا الادعاء، بل يكفي أن يشهد الناس بوجودها واقعا معاشًا والناس بدورهم سيكونون أبناء الحقيقة، حفيين بها، شاهدين بما شهدت به.
لقــد أرسـت المملكة العربية السعـودية منذ تأسيسها على يد المغفـور له بإذن الله جـلالة الملك عبدالعـزيز قيم الاعتدال والتعايش الحضاري، واستوحت ذلك من تعاليم الدين الحنيف المشرع لأنظمتها،ونص نظامها الأساسي للحكم على الاستمداد من الكتاب والسنة، والذين تضمنا المحكمــــــات الإنســــانيــــــة الجليلة المتفق عليها.
وتستلهم المملكة هذه القيم من امتدادها وعمقها العربي الأصيل وتراثها التليد الذي يعنى بالمكون البشري والتواصل مع الإنسان على مستوى رفيع من الاعتدال والتعايش.
وتضطلع المملكة العربية السعودية بهذا الدور الريادي مدركة أهمية القيام به مستشعرة مكانتها بما حباه الله من مقومات متنوعة للريادة على كافة المستويات؛ لذا يأتي هذا المؤتمر في سياقه الطبيعي ليقوم برصد جهود امتدت على مدى سنوات طويلة قدمتها المملكة العربية السعودية في قيم الاعتدال والتعايش الحضاري، وليُعبر عن هذه الصور المشرفة لتكون أنموذجا يُحتذى ومؤشرًا ظاهرًا للخير والسلام في العالم.
رصد الجهود السعودية المتعلقــــة بترسيـــخ قيم الاعتــــــدال والتعايش الحضاري على جميع المستويات.
بيان أثر الخطاب الشرعي السعودي في نشر مفاهيم التعايش الحضاري.
يسعى من خلاله إلى التأصيل الشرعي لقيم التواصل الإنساني ومعالجة إشكالاته.
إبراز دور المؤسسات الشرعية والثقافية الحكومية وغير الحكومية في تجسير العلاقة مع الآخر.
التعريف بالجهود الدبلوماسية السعودية في تعميق معاني التواصل المشترك وكذلك المؤسسات الإغاثية.
استلهام التجارب السعودية الرائدة في ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش الحضاري.
يعد التواصل الإنساني بين الثقافات والشعوب والأفراد من أهم القيم التي تؤسس للتعايش بين البشر ؛ فلا يمكن لأي أمة أو حضارة أو دولة أن تتجاهل هذه القيمة فتعيش بمنأى عن غيرها، وعلى مدار التاريخ كان المسلمون هم رواد هذا التواصل والتعايش ؛ فاتصلوا بالأمم الأخرى ، وتعايشوا معها ، وكانت العلاقة بينهم والأمم الأخرى على قدر كبير من التناغم والتواصل ، ولم تنشأ مشكلات هذا التواصل إلا بعد حين من الدهر عندما جرى توظيف بعض النصوص في دعم الصراع والاحتراب ، وجعل العلاقة مع الآخر قائمة على هذه الفلسفة ، فتحول التعايش من كونه أصلاً مستقراً إلى حالة استثناء مؤقتة ، وفي هذا المحور سيتم معالجة هذه الإشكالات والبحث عن المؤثرات التي نقلت أصل التعايش عن مكانه ، ومحاولة إعادة الأمر إلى مساره الشرعي الصحيح على هدي من الوحي المنزل والسنة المحكمة .
على مدى أكثر من قرن من الزمان لم يكن خطابنا الشرعي السعودي ينبذ فكرة التعايش ويتصادم معها، بل كان يكرس هذه القيمة ، ويؤصلها شرعياً ، فعلى مستوى الخطاب الشرعي السياسي الذي يأتي في كلمات ولاة الأمر كان التعايش سمة ظاهرة في هذه الخطابات، بداية من المؤسس رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وكان يركز هذا الخطاب على مقامين مهمين أولهما: تعزيز قيم الاعتدال وترسيخها، وثانيهما: الدعوة المستمرة إلى التعايش مع الآخرين والتواصل معهم . أما على مستوى الخطاب الشرعي الصادر عن مؤسساتنا الشرعية الرسمية فقد كان هذا الخطاب بحمد الله يؤصل هذه المسألة ويعمق معانيها، بل على الرغم مما مر به الوطن والمجتمع من هجمات مستمرة من لدن خطاب الغلو والعنف ، ومحاولة تعطيل القواعد الشرعية لهذا الخطاب فقد كان خطابنا بحمد الله متسماً بقدر كبير من الثبات والاستقرار ، فمضى يؤصل لهذا الخطاب المتسامح، ويؤسس له على هدي من نصوص الوحيين ومقاصد الشرع المطهر . ولهذا يأتي هذا المحور لإبراز هذه الجهود ونشرها، وخاصة ما كان منها غائباً بين الكتب والمراسلات أو مسجلاً في اللقاءات الرسمية والخاصة.
لا أحد يستطيع أن يقلل من تلك الجهود المبذولة من مؤسساتنا الشرعية والثقافية في تمتين وتجسير العلاقة مع الآخر المختلف، غير أن هذه الجهود الضخمة تحتاج إلى رصد وإبراز، خاصة منها تلك الجهود القديمة التي صاحبت بدايات نهضة هذا الوطن؛ فلم تكن مرصودة على النحو الذي ينزل هذه الجهود منزلتها اللائقة، فكل مؤسسة شرعية أو ثقافية كان لها النصيب الأكبر من هذا التجسير في العلاقة مع الآخر، بل قد يتفاجأ الباحث أحياناً من مستوى هذا التعايش الكبير في مؤسساتنا الشرعية والثقافية وكيف أنها كانت تروج لهذا التعايش على أبعد مدى في وقت كان بعض المفكرين يؤسس لنظرية «صدام الحضارات»، و«نهاية التاريخ». وفي هذا المحور سنتناول هذه الجهود بالرصد والتحليل .
في كثير من الأحيان نكتشف من موقف عابر جهوداً استثنائية ضخمة تبذلها سفاراتنا وملحقياتنا في الخارج ، وما أكثر ما يتناقل الناس موقفاً عظيماً في تعزيز التواصل الإنساني من مؤسساتنا الدبلوماسية وكان هذا الموقف في طي النسيان لولا أنه جاء – عرضاً- في حديث ضيف عابر قدم لهذا البلد أو يرويه سائح رحالة إبان حديثه عن ذكرياته ، وهذه المواقف الضخمة لم تأت نتيجة جهود شخصية ، بل هي نتاج ثقافة رسمية تم تأسيسيها وتعميق معانيها منذ عهد المؤسس رحمه الله حتى يومنا هذا ، وفي هذا المحور سنتناول هذه الجهود بالرصد والتحليل وبيان الامتدادت الثقافية والوطنية لهذه الجهود والأعمال .
في تقرير «المساعدات الإنمائية الرسمية من المملكة العربية السعودية» تحتل المملكة المركز الأول عالمياً بمعدل حجم مساعداتها دولياً والذي بلغ 1.9 في المائة من الدخل القومي الإجمالي للبلد، وتميزت هذه الجهود بالاستجابة السريعة وارتفاع حجم المساعدات والعطاء الشعبي الهائل، وهذه الجهود الضخمة لم تتوجه إلى لون أو عرق أو دين، بل كانت موجهة إلى الناس كافة، فحيثما كانت الحاجة والفاقة كانت هذه الجهود، وفي المقابل لم يتم توظيف هذه الجهود في مشاريع الهيمنة والسيطرة كما تفعل بعض الدول، بل كانت هبات خالصة كان القصد من ورائها القيام بالواجب الشرعي لدولة جعلت الشريعة الإسلامية الغراء مصدرها ومنهجها، وإيفاء بحقوق هذا الإنسان الذي يسكن هذا الكوكب أياً كان مذهبه ولونه ودينه . وفي هذا المحور سنتناول هذه الجهود، ونكشف عن مضامينها الثقافية وأبعادها الإنسانية .
لرجالات هذا الوطن الأوفياء تجارب خالدة في ترسيخ مبدأ التعايش وترويجه على جميع المستويات ، وقد كان لبعضهم تجارب مذهلة كانت حديث العالم ومحط إعجابه ، وهي ثقافة استلهموها من قادة هذا الوطن ومؤسسيه ، ونحن من خلال هذا المحور سنتناول هذه التجارب بالعرض والبسط ، وسنقدم للأجيال من خلاله هذه النماذج الرائعة لتكون نبراساً يحتذى وقدوة يهتدى بها .
معالي مدير جامعة القصيم
أ.د. خالد باني الحربي، وكيل الجامعة للتخطيط والتطوير والجودة.
د. خالد بن عبد العزيز أبا الخيل، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
د. متعب بن سالم الخمشي، وكيل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.
د. إبراهيم بن راشد الشبرمي، وكيل كلية الشريعة للشؤون التعليمية.
د. عبد الكريم بن ناصر البرادي، وكيل كلية الشريعة للدراسات والبحوث.
د. زينب بنت إبراهيم الخطاف، وكيلة كلية الشريعة للشؤون التعليمية (طالبات).
أ.د. فهد بن إبراهيم الضالع، المشرف على وحدة الوعي الفكري في الجامعة عضوًا وأمينًا.
د. تركي بن منور المخلفي، المشرف العام على إدارة العلاقات العام.
أ. فهد بن وازع بن نومه، المشرف على مركز الإعلام والاتصال.
أ. علي بن عبد الرحمن الهدية، مدير الإدارة المالية.
د. خالد بن عبدالعزيز أبا الخيل
أ.د. فهد بن إبراهيم الضالع
أ.د. أحمد بن سليمان الخضير
د. محمد بن إبراهيم التركي
د. عادل بن محمد العمري
د. حمد بن عبدالله الصقعبي
د. عبدالحليم محمد سليمان
د. إسلام محمود مهران
د.عجلان بن محمد العجلان
د.يعقوب بن يوسف العنقري
د. عادل بن سعد المطرفي
د. سارة بنت عبدالله الفرحان
لجنة العلاقات العامة
لجنة الإعلام والاتصال
لجنة التسجيل
اللجنة النسائية
٢٩ صفر ١٤٤١هـ
٢٠ جمادى الأولى ١٤٤١هـ
٢٠ ربيع الثاني ١٤٤١هـ
٢٤ - ٢٥ جمادى الثانية ١٤٤١هـ