منجزات عظيمة وغرس أصيل

أ.د محمد بن فهد الشارخ - رئيس جامعة القصيم

2024-07-08-07-41-19_Image

نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية، على يدي جلالة الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، وهي ذكرى عزيزة نستذكر فيها يومًا خالدًا مجيدًا، جاء تتويجًا لجهود التأسيس التي امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، بُذلت فيها أرواح، وأموال، وأوقات، من أجل بناء وطن راسخ عظيم، يضم أقدس الأماكن، وأغنى الواحات، وأثمن المقدرات، وفوق ذلك أغلى إنسان، فتحولت المنطقة فيه من التنافر إلى التلاحم، ومن التناحر إلى التعاون، تنضوي تحت راية واحدة، تحكم بالعدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية.
وقد جاءت ثمرة ذلك بعد أعوام تقدمًا حضاريًا وقفت فيه المملكة في مصاف الدول الكبرى التي تقود العالم ولله المنة والفضل. ولن تستوعب الأجيال تلك الملحمة إلا بعد قراءة التاريخ، والاستماع للمرويات، والمقارنة بين حال البلاد قبل التوحيد وبعده. وسيفضي بهم ذلك إلى معرفة أن الأمن والأمان والتطور والتحديث الذي نعيشه اليوم؛ لم يأت إلا بعد جهد كبير، وتضحيات جبارة تمنحهم فخرًا بالهوية الوطنية وتاريخها المشرف.
وما هذه المنجزات العظيمة التي نعيشها اليوم إلا ثمرة ذلك الغرس الأصيل الذي أوصل للتقدم الحضاري الشامل في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والصناعية وغيرها.
ولو أشرنا إلى مجال التعليم بشكل عام، والتعليم العالي بشكل خاص، لوجدنا أن الجامعات تحقق قفزات نوعية، وتحقق تقدمًا ملموسًا تنافس فيه أعرق جامعات العالم في المجالات العلمية والبحثية والتطبيقية.
وجامعة القصيم -ولله الحمد والمنة- تتقدم مع هذه الكوكبة، وتحقق نجاحات مشرفة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، بوتيرة متصاعدة، حيث أنجزت خلال العام المنصرم العديد من الخطوات التطويرية، منها إعادة الهيكلة الشاملة، وتحسين بيئتها التنظيمية والتعليمية والبحثية، وعقد الشراكات مع قطاعات الدولة، كان من آخرها على سبيل المثال: توقيع مذكرة تعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية لتأسيس مصنع أنظمة طائرات بدون طيار، وتوقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة ومستشفى القوات المسلحة بالقصيم في المجالات البحثية والعلمية والتدريب، كما أسهمت وشاركت في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة. وغير ذلك من الإنجازات.
كل ذلك يأتي استجابةً لرؤية الدولة -رعاها الله- التي تسعى لتمكين الإنسان السعودي من مواكبة التطور العالمي في مجالات العلم والبحث والتدريب، ليكون مشاركًا فاعلًا في نمو العالم الحديث. وهذا هو التمثيل الحقيقي للإرادة القوية والعزيمة الصادقة والرغبة الأكيدة التي يستلهمها شعب هذا الوطن من قيادتهم الرشيدة، التي تدفعهم نحو مسيرة التقدم والمنافسة والتطوير، منذ عهد الملك المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- حتى هذا العهد الزاهر.
وإنني بهذه المناسبة الوطنية الخالدة، لأرفع باسمي وباسم جميع منسوبي الجامعة ومنسوباتها، وطلابها وطالباتها، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله من كل سوء، والتهنئة موصولة لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، ولنائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز حفظهما الله.
وأسأل الله جل وعلا أن يديم علينا راية العز، ويحفظ بلادنا من كل مكروه، إنه سميع مجيب.