حبُّ الوطن فطرةٌ زادها الإسلام تأكيدًا وبصيرة، وواجبٌ يقره الشرع، ويفرضه الواقع، فالوطن محلُّ المال والعِرض ومكانُ الشرف، وذاكرةُ الإنسان، التي فيها الأحباب والأصحاب، وفيها الآباء والأجداد. يحنُّ الإنسانُ إلى وطنه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا احتاج إليه، ويَغضب له إذا انتُقِصَ، يباهي به الدنيا، ويفاخر به العالمين. واليوم الوطني مناسبةٌ عزيزةٌ على كلِّ قلبِ، تُحيي لنا الماضيَ التليدَ، وتربطُنا بتاريخ الأجدادِ المجيدِ، وتبعثُ فينا الهمة نحو إنجازاتٍ تنمويةٍ وحضاريةٍ متلاحقةٍ في شتى الميادينِ.
وحين نحتفل باليوم الوطني ندين بالفضل، ونلهج بالدعاء لمؤسس بلادنا الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وملوكِنا الغر الميامين الذين لهم الفضلُ -بعد الله- فيما نعيشُه اليومَ من نعمةِ الأمنِ والرخاءِ والاستقرارِ، ويسير بنا قطار الرقي والتقدم نحو عهدِ الرؤى المتحققةِ، والمستقبلِ الواعدِ السعيدِ، في رؤية المملكة 2030م.
وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة الخالدة أتقدمُ بالتهنئة لمقامِ خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز آلِ سعود -حفظه الله- ولمقامِ صاحبِ السمو الملكي الأميرِ محمدِ بنِ سلمانَ وليِّ عهده الأمين -حفظه الله-، ولصاحبِ السموِّ الملكي الأميرِ الدكتورِ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أميرِ منطقةِ القصيم، ولصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم -حفظه الله- وللشعبِ السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين.
وأردد مع الشاعر قوله:
وطنـي به البيت الحرام وطيبـة
وبه رسـول الحـق خيـر منـادي
وطنـي به الشـرع المطهر حاكم
يعلو ويسـمـو فـوق كـل سـواد
وطني يسير الخير في أرجـائـه
ويـعــم رغــم مكائد الحــسـاد
ونسأل الله العلي القديرَ أن يحفظَ علينا دينَنا وأمنَنا وولاةَ أمرنا، وأن يوفقَهم لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يجعلَ ما يقدمونه للمسلمين في كل مكان في موازين حسناتهم، سائلًا الله –تعالى- دوام الأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة، وأن يحميَ هذه البلاد من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، وأن ينصر جنودنا الأبطال، وأن يحفظهم من كل سوء.